الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف يغوص في عالم المؤرخين العراقيين المعاصرين
بقلم : الاستاذ مثري العاني
باحث وكاتب -الموصل
كعطاء نهر دجلة وتدفقه حيث الأرض تتنيسن ، وتؤرق الأشجار، وتحمل السنابل بذور الخير ..هكذا هو عطاء الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ،حيث يوسع معارفنا، ويغوص في أعماق موسوعة التاريخ ،ويثبت بكل اقتدار وأصالة ..انه يمتلك كل أدوات المؤرخ المنصف، والمطلع على كل خفايا وخبايا الذاكرة التاريخية بما يضعه بين يدي الباحث ،والدارس، والقارئ العادي، والمتخصص، والمتتبع ، كل ما يحتاجه المؤرخ من مصادر ،ووثائق ،ودراسات وبحوث حول مجمل تفاصيل التاريخ العربي والإسلامي والحديث وفي مختلف الحقب المتعاقبة عن العراق والدول العربية والإسلامية إن كانت قبل الإسلام أو بعده .
والأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف غني عن التعريف فالقمر لايحتاج إلى تعريف، فهو أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل ورئيس مركز الدراسات الإقليمية فيها .
انه مؤرخ عراقي ،وكاتب صحفي، وأستاذ جامعي متخصص بالتاريخ الحديث ولديه كتب وبحوث ودراسات ومقالات منشورة في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية .فقد ولد في الموصل يوم 25 كانون الأول –ديسمبر 1945 وأكمل دراسته في أبي تمام الابتدائية ،والمتوسطة المركزية ، والإعدادية الشرقية والتي تعد أقدم مدرسة إعدادية في الموصل .تتلمذ على أساتذة مهتمين بتاريخ الموصل وتراثها وتاريخ العراق والحضارة العربية والتاريخ الحديث والمعاصر ومن أساتذته الدكتور زكي صالح والدكتور فاضل حسين والدكتور عبد العزيز سليمان نوار والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي والدكتور فيصل السامر وآخرين .
حصل على الماجستير عن رسالته : " ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 بإشراف الدكتور عبد القادر احمد اليوسف .أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان : " تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932 " بأشراف الدكتور فاضل حسين .
بعدها تم تعيينه في كلية الآداب –جامعة الموصل ،وأصبح رئيسا لقسم التاريخ في كلية التربية 1980-1995،ونال الأستاذية (بروفيسور ) سنة 1991 .منح وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب في 15 تموز 1985 لجهوده في خدمة التاريخ العربي .كما حصل على امتياز رعاية الملاكات التعليمية للسنوات 1999-2002 ، وحصل على أكثر من جائزة تكريمية وشهادة تقديرية .كما أسهم بالكتابة في موسوعات عديدة منها موسوعة الموصل الحضارية ،وموسوعة أعلام العرب والمسلمين ،وموسوعة حضارة العراق ،والموسوعة الصحفية العربية ،وموسوعة التربية الإسلامية .اشرف على قرابة 70 رسالة وأطروحة جامعية هو عضو في عدة جمعيات واتحادات ونقابات .ألف قرابة 40 كتابا لوحده وبالاشتراك مع اخرين .كما اسهم في تأليف الكتب المنهجية والدراسية في المدارس المتوسطة والإعدادية، وكتب ما يقارب من 250 بحثا ودراسة منشورة ، وحضر قرابة 100 ندوة ومؤتمرا داخل العراق وخارجه .
والدكتور إبراهيم خليل العلاف يدعو إلى استخدام التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر ،وكوسيلة للتعرف والتعاون على البر والتقوى .كما يؤكد لطلبته على عدم الاهتمام فقط بالجانب السياسي من العملية التاريخية وإنما لابد من الاهتمام بكل نشاطات الإنسان وتوثيقها .
هذا باختصار إبداع وانجاز الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف وأرى انه لوحده يحتاج إلى دراسة مستفيضة ،وكتاب واسع حول مسيرته الأكاديمية وعطائه الثر وإسهاماته الواسعة في كتابة التاريخ وذاكرته المليئة بالتدفق دون توقف .
آخر ما أبدع وأنجز الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف هو إصداره للجزء الأول من موسوعته "موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين " في الموصل وقد طبعت في دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل 2011 ويحوي الجزء الأول 333 صفحة من القطع الكبير ويتضمن السيرة الذاتية والعلمية ل (60 ) مؤرخا عراقيا معاصرا وقد علمت بأن الجزء الثاني في المطبعة وسيصدر قريبا .
يتحدث الدكتور العلاف بكل اعتزاز ،وتقدير، واحترام عن أساتذته من المؤرخين الذي درس على أيديهم ومن ثم أصبحوا زملائه ويدل ذلك على وفائه المقترن بالمحبة لانجازاتهم وابداعاتهم ودراساتهم ومسيرتهم الزاخر بالعطاء مؤسسين لقواعد المدرسة التاريخية العراقية وعمقها وأهميتها ومكانة كل ما كتبوا وأسهموا ونالوا من تقدير واحترام وتكريم، وما اثروا من مساهمات ستبقى عالقة في ذاكرة الزمن مادام التاريخ ينبض بالتدفق .فهو يقدم في هذا الجزء من الموسوعة باقة من مؤرخي العراق المعاصرين ،هواة ومحترفين ..يقدم الأساتذة عبد الرزاق الحسني وحامد البازي واحمد الصوفي وسعيد الديوه جي وصديق الدملوجي وحسين حزني موكرياني ومحمد امين زكي ومير بصري وشاكر صابر الضابط ، جنبا إلى جنب مع الأساتذة الدكاترة صالح احمد العلي وعبد العزيز الدوري وفاروق عمر فوزي وحسين علي محفوظ وهاشم صالح التكريتي وهاشم يحيى الملاح وغانم محمد الحفو وفاضل حسين وياسين عبد الكريم وعبد القادر احمد اليوسف ومليحة رحمة الله وكمال مظهر أحمد ،ونبيلة عبد المنعم داؤود .نأمل أن يكون هذا الجهد العلمي حافزا للمفكرين والعلماء العراقيين في تخصصات أخرى لكي يقدموا ما يماثل هذا الجهد .
لقد وثق الدكتور إبراهيم خليل العلاف – بحق – أسماء ومجهودات المؤرخين العراقيين المعاصرين الذين كان لهم الفضل في إرساء أسس المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ووقف عند معالم هذه المدرسة وكشف عن مكنوناتها وميادينها الخلاقة .
أملنا كبيرا أن يستكمل الباحث المقتدر الدكتور العلاف أجزاء هذه الموسوعة لتكتمل الصورة المشرقة لأعلام التاريخ في العراق .
هذه الموسوعة جهد يستحق الثناء والتقدير ولا يمكن أن يستغني آي باحث ودارس ومطلع ومتابع للتاريخ ولتاريخ العراق وأعلامه عنها .
الرئيسية
