روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: "توفي صبي، فقلت: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلا ، ولهذه أهلا "([3]).
وهذا أيضًا من تمام الملك أن يكون صاحب الملك مهابًا، فإذا كان بعض الملوك والرؤوساء يصطنعون الهالة بالقصص الخيالية والأحاديث الوهمية، وتقوم الدول بالعروض العسكرية كي تصنع لها هيبة من أعدائها المتربصين، فإن رب العزة سبحانه يهدد أهل الأرض كلهم بأن يخسف بهم الأرض ويجعلها تمور وتضطرب وتتزلزل من تحت أقدامهم أو يرسل عليهم حاصبا من السماء فيهلكهم عن آخرهم ويقطع دابرهم، وأن ذلك قد حدث لأمم عديدة من قبلهم مثل قوم نوح وعاد وثمود وفرعون ولوط والأحزاب حتى قال الله تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنکبوت:40)، فالهيبة من مالك الملك سبحانه هيبة حقيقية؛ لأنه سبحانه الواحد القهار وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( (لأنعام:18).
وللحديث بقية وحتى نلتقي على خير وبركة إن شاء الله تعالى ، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.