قراءة الصحف في المقاهي ...بقلم :- محمد صالح يا سين الجبوري
كان الناس أكثر اهتماما بقراءة الصحف والمجلات والكتب التي تصل الى مدينة الموصل بانتظام ومنها (الدستور , الوطن العربي , أخر ساعة, المجالس , الاهرام ,العربي ,الوطن العربي , الاسبوع العربي , الاحد , الاخبار , الاذاعة والتلفزيون اضافة الى الصحف المحليةوالمجلات )وهم يتابعون وصولها الى شارع النجفي الذي كان يسمونه بشارع المكتبات ,وذلك لانتشارالمكتبات العامرة بروادها وكتبها على طرفي الشارع,قبل أن يتحول الشارع الى محلات للحلويات والمرطبات والقرطاسية , واليوم لاتوجد مكتبة واحدة في الشارع لبيع الصحف والمجلات .
القراءة هي الغذاء الروحي للانسان يفضلها على الكثير من الامور ,وهو ينفق شهريأ مبلغأ من المال على القراءة وكانت هذه المشاهد واضحة في المدينة .
انتشار المقاهي في المدينة ولكل مقهى رواده ,تفتح المقاهي منذ الصباح الباكر على أصوات قراء القرآن الكريم (عبد الباسط , المنشاوي ,محمد رفعت , الحصري ,الحافظ مهدي عبد الزهرة العماري وغيرهم ) ولك مقهى قاريء مفضل ,قسم من الناس يتناولون فطورهم الصباحي في المقهى ثم ينطلقون أعمالهم ,وقسم يواصلون سماع الاغاني (أم كلثوم , عبد الحليم حافظ ,فريد الاطرش , عبد الوهاب وغيرهم من المطربين العرب والعراقين ), تنتشرهذه المقاهي في شارع حلب ,الدواسة, الطوب ,باب الجديد , الفاروق , وغيرها من مناطق الموصل المختلفة .
ومن المشاهد التي اختفت هي قراءة الصحف والمجلات في المقاهي ,كان أغلب الناس يأخذون قسط من الراحة في المقاهى ونراهم يقرأون الصحف وهم يتناولون الشاي او النسكافة وغيرها وهي محطة استراحتهم ,وأحيانا يتبادلون الصحف المختلفة ,وحتى أصحاب المقاهي يوفرون الصحف لروادهم,كما يمارس رواد المقاهي لعبة النرد (الطاولي ) والدومنة ) .
محلات الحلاقة تقدم الصحف والمجلات للزبائن لكي لايشعروا بالملل وهم ينتظرون دورهم في الحلاقة .
قراءة الصحف نشاهدها في مصلحة نقل الركاب وخاصة عند عودة الناس الى بيوتهم وهذا المشهد لم يتكرر وخاصة بعد الغاء مصلحة نقل الركاب والتي هي من تراث المدينة وموروثها .
ومن أشهر المقاهي القديمة في الموصل ( الصوافة ,صفو , باب البيض ,السبعاوي ,حمادي ,عون الدين ,,ابو العلا , اليهود ,الحدباء و السويدية ,حمام المنقوشه) .
مع انتشار الصحافة الالكترونية وظهور المقاهي الالكترونية التي بدأ الناس التوجه اليها والاستفادة من خدماتها (الانترنت ,الفيس بوك ) والحصول على معلومات كافية في معظم المجالات قل اهتمام الناس في الكتب والمجلات , لكن قراءة الصحيفة الورقية لها نكهة وطعم خاص تذكرنا بأيام الماضي .
تلك الايام مضت لكنها تحمل عبق الماضي وتراثه وموروثه ,هذه المشاهد لم يطلع عليها الابناء لكننا ننقلها اليهم لكي يعرفوا بعض الامور عن تراث الموصل مدينتهم الجميلة .
محمد صالح ياسين الجبوري