حكايات مقاتل عراقي في فلسطين
ابراهيم شاب نحيف الجسم ،فارع القامة، قوي الارادة، يحب وطنه،يساعد الناس ،يريد ان يشارك في عمل يخدم الجميع، تمت دعوته الى الخدمة العسكرية لبلوغه الثامنة عشرة من عمره،مع مجموعة من أصدقائه، وعند التحاقهم الى وحدته العسكرية تم تدربيهم على استخدام السلاح وفنون القتال،أبلغهم عريف محسن سوف تأتي لجنة من الضباط لأختيار الشباب من الجنودللقتال في فلسطين،ابراهيم تلقى الخبر بفرح عارم وشوق الى تلك الديار وهي امنيته،لكنه يخشى استبعاده من المشاركة ، وهو في قلق طوال الليل،في الصباح حضر مجموعة من الضباط الى الوحدة، واختاروا مجموعة من الجنود لم يكن هو من ضمنهم، رفع يده ، فقال له الضابط تفضل أبني،سيدي اريد المشاركة، فقال له الضابط في الوجبات القادمة أن شاء الله، فأجاب ابراهيم اما قادر على القتال واريد الذهاب مع أصدقائه،قال له الضابط اسالك سؤال اذ اجبت عن السؤال تذهب مع اصدقائك، اذا لم يبقى لديك عتاد وكان العدو قريب منك ماذا تفعل، اجاب أضرب العدو في( أخمص البندقية) ،قال الضابط انت شجاع وذكي التحق مع اخوانك، عمت الفرحة في نفس ابراهيم واخوانه المقاتلين،وغادروا الى تلك الديار ،وكأنهم ذاهبين الى عرس،وصلوا إلى المناطق المخصصة لهم،وشاركوا في القتال،وكانت المعركة ضارية ، تعرض احد الجنود الى الاصابة ونقلوه الى المستشفى، واستشهد الثاني في أرض المعركة، وتم دفنه في مقبرة الشهداء العراقيين، انتهت المعركة وصدرت الاوامر بالعودة الى بلادنا،وقال ابراهيم (الحمد لله أدينا واجبنا تجاه الوطن)، وروت دماء الجرحى والشهداء ارض الوطن، كان ذلك في عام ١٩٤٨م ،وعاد ابراهيم الى بيته وهو يحمل حكاية جميلة عن بطولاتهم وتضحياتهم،في ساحات القتال ساحات العز والكرامة والشهامة، وهي حكايات يتداولها الناس في مجالسهم.
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحافي
العراق