الذئب والضبع اقوى جهاز رقابي متطورفي مكافحة الفساد بقلم:- محمد صالح ياسين الجبوري
في تراثنا العربي قصص وحكايات نعتز ونفتخر بها, تناقلتهاالاجيال عبر التاريخ , والعربي عاش في الصحراءتحيط به الحيوانات المفترسة ,فلا بد له أن يجد طريقة للعيش بأمان في هذه الظرف القاسية, فاصبح يمتلك خبرة وتجربة في الدفاع عن نفسه من خطر هذه الحيوانات ألتي تهدد كيانه وجوده وثروته الحيوانية التي هي مصدره التي يتغذى عليها , وهي وسائطه التي يستخدمها للتنقل من مكان الى اخر, في وقت لم تكن الاسلحة الفتاكة متوفرة , وكذلك انعدام وسائط النقل الحديثة, وكان يستخدم الكلاب للحراسة والتي تقوم بتنبيه بالاخطار والدفاع عنه من هجمات الحيوانات المفترسة .
العربي ذكي في معرفة طباع وعادات كل حيوان في الصحراء نتيجة تجربته الكبيرة في الصحراء , وهذا يسهل عليه مهمة الدفاع عن نفسه وثروته ويقيه شرور تلك الحيوانات المفترسة التي تشكل خطراعليه .
وحكاية(الذئب والضبع) واحدة من تلك الحكايا ت التراثية التي تتحدث عنها الاجيال , وهي ان الضبع اشد فتكا من الذئب , وان الذئب والضبع اذ اجتمعافي مكان سلمت الغنم , ومن ذلك جاء قول شاعرهم :-
تفرقت غنمي يومأ فقلت لها يارب سلط عليهما الذئب والضبعا
ويعني ان الضبع والذئب اذا اجتمعا في مكان سلمت الغنم أي ان احدهما يمنع الاخر .الضبع: في اللغة مؤنث ولايجوز القول (ضبعة) والبعض يقولها للمذ كر (ضبعان ) , والجمع (ضباعين ) والانثى (ضبعانة ) والجمع (ضبعانات) و(ضباع) .
واليوم انتشر الفساد الاداري والمالي في معظم دوائرنا الحكومية ,وحسب الاحصائيات العالمية فأن العراق يحتل مراتب متقدمة في الفساد المالي والاداري , وان ارقام الفساد اصبحت خيالية وهي تؤ ثر على المستوى المعاشي للمواطنيين , مع ارتفاع نسب البطالة , ونقص في توزيع مواد البطاقة التموينية , وتدهور مستوى الخدمات من ماء وكهرباء ,وشحة في الوقود و انعدام خدمات ضرورية يحتاجها المواطن في حياته اليومية .
ولاتوجد هناك محاسبة للفاسد ين ولم تتخذ اجراءات رادعة بحقهم , فالمفسد يسرح ويمرح من دون حساب .
ولانستغرب اذأجريت مسابقة بين الدوائر الحكومية لاختيار الدائرة الاكثر فسادأ ومنحها جائزة (الفسا د) , والاحتفال سنويأ بهذا اليوم باعتباره يومأ وطنيأ ,وان كثيرأ من الدول استطاعت ان تقضي على الفساد.
وهناك مؤسسات رسمية وغير رسمية مسؤولةعن متابعة الفساد وهي تعمل على كشف صفقات كبيرة من الفساد , الا ان الاجراءات الرادعة بحق المفسدين ضعيفة لاترقى الى حجم الفسا د وخطورته وتأثيره على المواطن والبلد.
ان الخاسر الاكبر في هذه المعادلة هو المواطن الذي يدفع ثمن الفساد , فالفساد يؤثر على دخله السنوي والخدمات المقدمه له . هل هناك امل ان يتم القضاء فيه على الفساد , ويأتي اليوم الذي تكون فيه دوائرنا خالية من الفساد كسائردول العالم الاخرى ؟
ان افضل جهاز رقابي متطور يقينها شرور الفاسد ين هو ان يكون في كل دائرة حكومية ( ضبع وذئب) فان احدهما يمنع الاخر وتسلم اموالنا من السرقة . ونستغني عن كثير من الاجهزة الحكومية المسؤو لة عن متابعة الفساد ,وترتاح العباد من شرور الفاسد ين والمفسد ين .
ابعدنا الله واياكم من الفاسد ين والمفسد ين .
محمد صالح ياسين الجبوري كاتب واعلامي - الموصل - العراق