بوران هي بنت الحسن بن سهل، من أكمل النساء أدبا وأخلاقا. قيل أسمها: خديجة وعرفت ببوران، كان المأمون قد تزوجها لمكان أبيها منه. وليس في تاريخ العرب زفاف أنفق فيه ما أنفق في زفافها. احتفل أبوها بأمرها وعمل من الولائم والأفراح ما لم يعهد مثله في عصر من العصور، وكان ذلكبفم الصلح وأنهى أمره إلى أن نثر على الهاشميين والقادة والكتاب والوجوه بنادق مسك فيها رقاع بأسماء ضياع وأسماء جوار وصفات دواب وغير ذلك، فكانت البندقة إذا وقعت في يد الرجل فتحها فيقرأ ما في الرقعة، فإذا علم ما فيها مضى إلى الوكيل المرصد لذلك فيدفعها إليه ويتسلم ما فيها سواء كان ضيعة أو ملكا آخر أو فرسا أو جارية أو مملوكا. تم نثر بعد ذلك على سائر الناس الدنانير والدراهم ونوافج المسك وبيض العنبر، وأنفق على المأمون وقادته وجميع أصحابه وسائر من كان معه من أجناده وأتباعه، وكانوا خلقا لا يحصى، حتى كان على الجمالين والمكارية والملاحين وكل من ضمه عسكره، فلم يكن في العسكر من يشتري شيئا لنفسه ولا لدوابه.
تكاليف باهظة
وذكر الطبري في تاريخه أن المأمون أقام عند الحسن تسعة عشر يوما، يعد له في كل يوم ولجميع من معه ما يحتاج إليه. وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم، وأمر له المأمون عند منصرفه بعشرة آلاف ألف وأقطعه فم الصلح، فجلس الحسن وفرق المال على قادته وأصحابه وحشمه.
رافع الهويدي المشرف المتميز
النــقاط : 4998
موضوع: رد: زواج بوران اكثر عرس اسرافا في التار يخ العربي 2011-11-11, 17:30