يوسف العرب قائد الاسلام وفارسه

المشرف المتميز **النــقاط** : 4998

بسم الله الرحمن الرحيم
يوسف العرب :

قائد الإسلام وفارسه بقلم الاستاذ( محمد وسيم رشيد البكري)

نقل الله تعالى يوسف بن يعقوب عليهما السلام من فلسطين إلى مصر ليكون حاكما ورسول فيها , أبقاه هناك لحكمه أرادها , حتى انه عليه السلام لم يرجع من مصر إلى دياره بعد أن اجتمع شمله بوالده و إخوانه.
والله تبارك وتعالى نقل يوسف العرب من أطراف بلاد الشام إلى مكه المكرمه ليكون قائدا للإسلام وأول فرسانه ولقد اجتمع شمله بأبيه وعمه , لكن الله تعالى أراد له البقاء في مكه ورفض العودة مع أبية وعمة .
ان (يوسف العرب ) اسم اطلقتة على رجل عربي قصه تشبه قصة ماحصل ليوسف بن يعقوب عليه السلام.
في سنوات ماقبل البعثة النبوية أغارت خيل لبني القين بن جسر من قبيلة قضاعه على مضارب بني معن ومحلتهم في الايام التي قامت سعدى بنت ثعلبه زوجة حارثه بن شراحيل بزيارة أهلها من بني معن مصطحبه ولدها زيد بن حارثه البالغ من العمر ثماني سنوات والذي سباه المغيرون , ثم ذهبوا به إلى سوق عكاظ القريب من مكه حيث باعوه هناك لحيكم بن حزام
أما حارثه بن شراحيل فقال شعراً يفطر القلوب القاسية :
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
أحي فيرجى ام أتى دونه الأجل

فو الله ما ادري ان كنت سائلا
اغالك سهل الارض ام غالك الجبل

فباليت شعري هل لك الدهر رجعه
فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرينه الشمس عند طلوعها
وتعرض ذكراه اذا قارب الطفل

وان هبت الأرواح هيجن ذكره
فيا طول ما حزني علية ويا وجل

سأعمل نص العيس في الارض جاهداً
ولا اسأم التطواف او تسام الابل

حياتي او تأتي علي منيتي
وكل امرئ فان وان غره الامل

وأوصي به عمراً وقيساً كليها
وأوصي يزيداً ثم من بعده جبل

ان حكيم بن حزام اشترى زيداً من الذي سبوه وعاد به إلى مكه فجاءت عمته خديجة بنت خويلد لزيارة حكيم فأكرمها حكيم بأنه وهب لها زيد بن حارثه هدية منه لها ثم أهدته إلى زوجها محمد صلى الله عليه وسلم .

التقاء زيد بأهله :
قدم ناس من قبيلة كلب حجاجاً وزوراً لبيت الله الحرام على عاده العرب فبل الإسلام فرأوا زيداً في مكه فعرفهم وعرفوه وتحدثوا معه وسألوه عن قصته وكيف وصل مكه ؟ وابلغوه عن شوق أبيه اليه واسمعوه القصيدة التي قالها فيه .
فقال زيد : إنني اعلم انهم مشتاقون إلي ولكنه ابلغوا أبي وإخوتي هذه الرسالة الشعرية :

ألكني إلى قومي وان كنت نائياً
فإني قطين البيت عند المشاعر

فكفوا عن الوجد الذي قد شجاكم
ولا تعملوا في الارض نص الابأعر

فإني بحمد الله في خير أسرةً
كرام معدً كابراً عن كابر

رجع الكلبيون إلى ديارهم في إطراف بلاد الشام واخبروا حارثه بملاقتهم زيداً والتحدث معه وتلوا عليه الأبيات التي أرسلها إليهم فقال حارثه انه ابني ورب الكعبة وقد علم زيداً أنساب العرب من قبل فلما ذكر جملة ( كرم معد كابرا عن كابرا ) أدرك ابوه انه هو الذي علمه إياها من قبل .

تجهز حارثه وأخوه كعب للسفر إلى مكه يحدوهما شوق اللقاء بزيد السبي لدى قريش ثم القيام بفدائه وتحريره من ذل العبودية إلى عز الحرية لكنهما ما دروا ان لزيد رأيا آخر .
وصل الرجلان إلى مكه ودلهما بعض ما فيها على محمد صلى الله عليه وسلم وبعد ان القيا التحية قال حارث :
يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه , أنتم أهل الحرم وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن ألينا في فدائه فقال صلى الله عليه وسلم ومن هو ؟
قال زيد بن الحارث
قال (ص) هل لكم في خير من ذلك ؟
قال حارث وما ذلك
قال ( ص) أخيره , فأن اختاركم فهو لكم من غير فداء وان اختارني فهو الله ما أنا بالذي أختاره على من اختارني أحد .
قالا : قد زتنا على النصف وأحسنت
دعا محمد (ص) زيدا فقال : هل تعرف هؤلاء ؟
فقال زيد هذا أبي وهذا عمي .
فقال ( ص) فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فأخرتني او أخرهما
قال زيد : ما أنا بالذي اختار عليك أحد , أنت مني مكان الأب والعم .
قالا : ويحك يا زيد , اتختارالعبدية على الحرية وعلى أبيك وعمك
قال زيد نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئاً , ما أنا بالذي اختار عليه أحد ابدآ .
فلما رأى محمد (ص) ذلك أخرجه وأباه وعمه إلى الحجر وقال يا من حضر , اشهدوا ان زيداً ابني يرثني وارثه .
فطابت نفس أبيه وعمه على زيد وانصرف .
لقد اسلم زيد مبكراً وكان فارساً وأرسله الرسول إلى عدة غزوات واستشهد في معركة مؤتة في جنوب الاردن ولكنه ظلم من قبل ناس كثيرون ولكن الله أنصفه وجعل اسمه يتعبد به إلى يوم القيامة وذكر في إيه تحريم التبني :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37