في بداية السبعينات كانت الموصل مدينة صغيرة تقع على ضفتي نهر دجلة وتتكون من احيائها القديمة في الجانب الايمن والايسر,وكنت في تلك الفترة طالبأ في المجموعة الثقافية,واسكن في حي الاصلاح الزراعي الذي يفتقر الى الخدمات الاساسية وخاصة الشوارع ,وتوجد في الحي نقطة دالة تقع على الشارع العام هي (دكان عران)وهومحل صغير لبيع المواد الغدائيةوالحلويات, ويتكون الحي من عدة بيوت متناثرة ,وفي حي الثورة توجد منطقة دالة متميزة (بيت الهكوري) الا ان الخدمات في حي الثورة كانت افضل.ويعد في ذلك الوقت من الاحياء المتميزة ..
تشهد الموصل في تلك الفترة ازمة نقل ,وكان الاعتماد على حافلات مصلحةنقل الركاب التي قدمت خدمات جليلة للمواطنين من الطبقات المسحوقة والفقيرة,وفي دورة اليرموك توجد سيارات من نوع بولوني , يستغل السواق ازمة النقل بتحميل السيارات اكثر من العدد المقرر وهم يرددون العبارة الشعبية المشهورة(تكدم ابوية تكدم ) وهي دعوة للركاب للتراصف داخل االسيارة,وكيف يصبح وضع الركاب في حالة التدخين داخل االسيارات حتى وصولهم الى مركز المدينة باب الطوب,
والانطلاق الى المناطق الاخرى من المدينة في الجانب الايسر ,ولايمكن ان ننسى دور( المصلحة )في خدمة المواطنين التي تعد من مشاهد المدينة وتراثها ,ومن الذكريات عندما اردنا التقاط صور بالقرب من المستشفى انا وعددمن الاصدقاءطلبت منهم ان تكون بالقرب من حافلات المصلحة لكي نتذكرها ونتذكر (المفتش محمد بشير عسل ) أطال الله في عمره وهو ابن المرحوم (جاويش عسل ) وشقيق المرحوم (المهندس سامي عسل)من ابرز المهندسين في شركة الخطوط الجوية العراقية, وكأننا نعلم ان المصلحة ستكون في حكم الماضي ,والان كثير من الاطفال لم يشاهدوا (المصلحة) ولايعرفوا ماذا تعني هذه الكلمة .واتذكر ان الموصل شهدت فيضانأ وتضرركثيرمن الناس والمحال التجارية في هذا الفيضان ,ومن الذكريات الاخرى توديع الاهالي للجيش العراقي للمشاركة في حرب تشرين ,وتشهد الموصل سنويأ مهرجان الربيع),و(مهرجان ابي تمام) .
ومن المشاهد اليومية المقاهي في شارع حلب تلك المقاهي التي لها تقاليدها المعروفة وتمتاز بنظافتها ونكهة الشاي فيها,وتقدمه هده المقاهي الفطور الصباحي (الالبان القيمر,الجبن و القشطة ) ,ومايميز شارع حلب سماع اصوات تسجيلات قراء القرأن الكريم (عبد الباسط,المنشاوي،الحصري محمد رفعت,ابو العينين شعيشع,الحافظ اسماعيل, عبد الزهرة العماري ,وليد الفلوجي ,))
ولكل مقهى مطرب خاص له محبيه ورواده ,واحيانأ تقرأ عبارة يسمح بجلوس العسكريين في المقهى ,لان العسكري لايسمح له بارتياد جميع المقاهي والفنادق ,سيارة الانضباط العسكري تقف في نهاية الشارع بحثا عن الجنود الذين لايحملون (عدم تعرض او اجازة) .
وتوجد عدد من دور السينما والمطاع ومحلات بيع الملابس العسكرية .
اما الدواسةفهي مخصصة لبيع الملابس الرجالية وفيها مقاهي ومطاعم راقية ودور سينما,ويرتادها الشبان .اما السرجخانة فهي مركز تواجد عيادات الاطباء ومحلات بيع الملابس النسائية.
اما شارع النجفي الدي كان مركز بيع الصحف والمجلات والكتب والقرطاسية ,وكانت تصل الى الموصل( مجلة الف باء ,الاداعة والتلفزيون, المجالس , العربي,الدستور,طبيبك,الاحد ,اخر ساعة,الثورة, القادسية, الجمهورية, الاسبوع العربي,اليقضة,زهرة الخليج,حواء)
اليوم تحول الشارع الى محلات( للقرطاسية والحلويات والكتب,ومحلات صياغة الذهب) .
ويقصد بالمجموعة الثقافية اعداديات(الصناعة والزراعة والتجارة) ,والتي اصبحت الان ضمن جامعة الموصل ,اما منطقة المجموعة عبارة عددمن المحلات تمتد من امام الجامعة الى حي الاندلس القريب من محطة تعبئة وقود المجموعة . .
وتمتاز الموصل بنظافتها واثارها وتراثهاواسواقهاوجوامعها فهي مركز تجاري يقصدها التجار من مختلف المدن ,وتربط العرا ق بالدول الخارجية . هذه ذكريات جميلة في مدينة الموصل(ام الربيعين) ..
محمد صالح يا سيين الجبوري-كاتب وصحافي- الموصل