وليد بن المغيرة
كان الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم بلا منازع وصاحب سلطان وغني { وحيدآ } في جوده وكرمه وعتداده بشخصيته يملك الرأي النافذ والمال الوفير ولم يكن في قريش كلها من هو اكثر منه مالا اذ كان يكسو الكعبة وحده سنة وتكسوها قريش سنة اخرى وهو الذي قال فيه القران ( ذرني ومن خلقت وحيدا - وجعلت له مالا ممدودا - وبنين شهودا - ومهدت له تمهيدا ) ولكبريائه في وجوده كان ينهي ان توقد نار غير ناره في منى لاطعام الحجيج والى جانب هذا الثراء كان من افقه الناس لمعاني الكلام ومن احفظهم للشعر في ايامه ولما قام النبي ص في المسجد يصلي يومآ كان الوليد قريبا منه يسمع قراءته ففطن النبي ص لاستماعه فاعاد قراءة الاية فانطلق الوليد حتى اتى مجلس قومه من بني محزوم فقال والله لقد سمعت كلامآ ما هو من كلام الانس ولا كلام الجن والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه يعلو وما يعلى ثم انصرف الى منزله فقالت قريش صبا الوليد ولتصبون قريش كلهم فا بتعثوا اليه ابا جهل يراوده ويقنعه فلم يزل به حتى عاد معه الى مجلس القوم وقال تزعمون ان محمدآ مجنون فهل رأيتموه يحنق قط وتزعمون انه كاهن فهل رايتموه قط تكهن وتزعمون انه شاعر وما فيكم احد اعلم بالشعر مني فهل رأيتموه ينطق بشعر قط وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئآ من الكذب _ كان يسألهم ذلك وهم يجيبونه كلا في كل سؤال حتى اعياهم ان يردوا كلامه فسألوه رأيه في تفسير بلاغة القران ففكر ثم قال ماهو الا سحر يؤثر اما رأيتموه يفرق بين الرجل واهله وولده ومواليه فهو ساحر وهذا هو السحر المبين بهذه الروح الجاهليه ومن خلال هذا المنظار الحاقد كان الوليد ينظر الى دعوة محمد ص التي شقت طريقها في مكة ونفذت الى القلوب وعلى نهج محاربة الدعوة وصدها والحقد عليها والغدر بصاحبها ربى ابناءه الكثر ومن بينهم خالد ولد خالد في العام الرابع والثلاثين قبل الهجرة فنشأ نشاة السيد بكل مافي الكلمة من معنى غني وسؤددا رعته امه لبابة بنت الحارث فقد كانت ربنيبة بيت طيب من بيوت قريش الكريما ادبا ومحتدا وانصرف منذ نعومة اظافره الى الفروسية وكانت تبدو عليه سماء العبقرية والذكاء ولئن شهدت حلبات المصارعة في اسواق المواسم عمر بن الخطاب يصارع ويغلب فقد شهد التاريخ لخالد