قصيدة للشاعر احمد ابو كوثر في مدح الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم
والمنشورة في ديوان ( لماذا نحبّه ) بعد مسابقة على قناة المستقلة
ابثك شوقا خالصا في جوانحي @ هو الودق احياها قصار خصابها
وفي مهجتي شوق عتيق ولوعة @ ابحت بها وانشقّ عنها حجابها
وعهدي بها نجلاء نجديّة الهوى @ من المسك والحناء كان خضابها
سرائر روحي في هواها تعلّقت @ واشجان قلبي اثقلتني قتابها
ترنم غصن البان واهتزّ عوده @ واطرب اركاني ومال جنابها
سلام على ارض الحجاز وما حوت @ وما درّ من شطر العنان سحابها
ووجدي على من في العقيق وطابة @ ومكّة هبهابا يفوح ترابها
أأحضى بريّاها وانشق عطرها @ ويبتلّ قلبي من رحيق رضابها
تمنيت روحي نسمة برياضها @ وقطرة ماء حين يهمي حبابها
وتلك القوافي حفنة وبحارها @ لطول مداها لايشقّ عبابها
بلاد حباها الله اشرف من مشى @ على الارض اذ حيّته شوقا رحابها
بها الوحي يأتي للرسول محمد
@بايات صدق لايزلّ صوابها
تجمّع جمع المشركين لقتله
@ وغطّى عيون الكالحين سرابها
وفي ليلة الاسراء عرّج للسما @ غشاه غمام المنتهى وضبابها
وكلّمه الباري وادنى مقامه @ وخير كرامات الكرام افترابها
وطهره الرحمن من كلّ علّة @ ونقاه من دنيا يطول عتابها
انار طريق الناس بعد ضياعهم @ وقد عمّها فبل الصلاح خرابها
واوصى ببر الجار والمرأة التي @ على شضف الايام يبكي زغابها
الى سيد الكونين اهدي تحيتي @ معطرة عذراء تمّ نصابها
الى من اتى بالحق والعدل كلّه @ وال الى تقوى القلوب انتسابها
نحبك ياخير الانام محبّة @ يعزّ على قلب المشوق انسلابها
ضياء تجلّى في الجزيرة وارتقى @ الى جنّة المأوى ونعم مئابها
ومكة يوم الفتح عادت صحيحة @ من السقم اذ طبّ القلوب صقابها
تنفس فيها الصبح واخضرّ روضها @ ورقّ الهوى فيها وطاب شرابها
وجاء بها سمحاء وائقة الخطى @ وقور على طول الزمان شبابها
لقد طرّزت بالتبر والماس بردها @ وقد سترت كلّ الوجود ثيابها
فلا فرق بين الناس باللّون انما @ بنافلة التقوى يكون اقترابها
وجاءت بهدي الانبياء ونهجهم @ وذلّت لها من بعد عسر صعابها
وامتنا فيها الصلاح جميعه @ ويسطع نورا نهجها وكتابها
الا فاقرؤوا اياته وحروفه @ مضمّخة بالمسك درّ رضابها