اسم الكاتب : محمد صالح ياسين الجبوري
سأنقل لكم هذه الأسطر من مقال كتبه أحد الصحفيين جاء فيه: بدأت أربح من قلمي وأنا حدث صغير وقد اعتدت ان أكتب بين الحين والحين. وكلما شعرت ان معيني من الدراهم ينضب، أرسلت رسالة إلى أبي الذي يقيم في القاهرة وأنا تلميذ في بيروت أطلب منه المال وكانت رسائلي من نوع رثاء الخنساء لأخيها صخر تبكي القلوب وتفتت الأكباد وسرعان ما يصلني الجواب الشافي فأصرف ما في الجيب بأنتظار ما في الغيب.
كان والدي يعلم إن طلباتي كثيرة فقال لي إذا تريد أن تعيش من قلمك عليك أن تبحث عن مهنة وليس عن طريق الرسائل.
وكان والدي يريد أن أكون طبيبا وأنا أريد أن أكون صحفيا، وحتى أن أحد أصدقائنا في القاهرة سألني وقال لي تريد أن تكون 'سي حافي' أي صحافي.
الصحفي يحمل رسالة إعلامية وإنسانية ينبغي ان يكون نزيها يسعى لإيصال رسالته الإعلامية إلى جمهوره ولا يبحث عن مصالح شخصية ومنافع مادية.
وأن تكون الرسالة الاعلامية واضحة غير مبهمة يفهمها عامة الناس لا تحمل ألغاز ورموز.
ان أغلب الصحفيين يعملون بشكل طوعي بدون رواتب بسبب حبهم لمهنة الصحافة.
الصحف معرضة للمنع والإقفال لنشرها مقالا ضد الحكومة، او حدوث خلاف بين أسرة التحرير وهذا يسبب قطع الأرزاق لعوائل تعيش من هذه المهنة.
وهناك مؤسسات تقيم دعاوي ضد الصحفيين لنشرهم مقالات ضد مؤسساتهم.
الاعلام يعمل على خدمة الفرد والمجتمع من خلال طرح مواضيع مهمة.
دعوتنا إلى تعزيز العلاقات الانسانية ونشر المحبة بين اعضاء الاسرة الصحفية ونبذ الخلافات وعدم طرح مواضيع لا تخدم مهنة الصحافة.
وكلما توحدت الأسرة الصحفية تصبح قوية في مواجهة التحديات.
تحية للزميل 'نوزت شمدين' في مدينة الموصل على مبادرته الرائعة بإهدائه 'درع الحدباء' إلى الراحل 'موفق العساف' موقف شجاع يعبر عن الايثار والوطنية والاخلاص والأخلاق العالية.
الصحافة ليست كالتجارة. فالتاجر يصبح ملياردير أما الصحفي فيصبح 'مديون ير' فالديون تلاحقه حتى بعد مماته.الصحافة ليست مهنة جني الارباح هي مهنة المتاعب والمصاعب.
إن حبنا للصحافة هو الذي يدفعنا أن نعمل بدون مقابل ومهنتنا هي مهنة الدفاع عن الحق وكشف الحقيقة.ونحن في زمن قل فيه قراء الصحف والمجلات.. وأصبح كلام الجرائد لا يباع وربما كثيرون يعتبرونه لا يحمل المصداقية هذا هو قدرنا..
وكسب ثقة القارئ شيء صعب في زماننا هذا.
هل سيأتي اليوم الذي عندما نؤكد على صحة كلامنا ونعتبره سندا نقول (نشر في الجريدة). الثقافة والصحافة تعيش في محنة .
محمد صالح ياسين الجبوري كاتب وصحفي – الموصل - العراق