سنة (92هـ /711م )، فتح المسلمون الأندلس، وبنوا فيها دولة عظيمة، مترامية الأطراف مرهوبة الجانب، كثيرة الخيرات، وأشادوا حضارة زاهيةً زاهرةً، كانت نموذجا يُحتذى، ونهل من معينها كل ظامىء، للعلم والمعرفة، وانتشر الإسلام ومعه لغة القرآن الكريم في كل أرجائها، وظل المسلمون في هذه الأرض أقوياء متمكنين، وفي بحبوحة من العيش، وفي أمنٍ استقرار، لهم الغلبة على عدوهم، والسيادة على أرضهم ومواردهم، ووصلوا إلى درجة مرموقة من التقدم والرقي في مختلف المجالات، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا بجوارهم، غارقةً في ظلام دامس.