الديمقراطية (من وجهة نظر سلمان) بقلم: محمد صالح ياسين الجبوري –كاتب وصحفي
بعد عام2003م ظهر مصطلح( الديمقراطية )جديدأعلى الساحة العراقية,كثير من الناس لم يفهموا معنى الديمقراطية وخاصة على الصعيد الوظيفي .
الديمقراطية من المفاهيم الجديدةالتي دخلت على مجتمعنا,وكل انسان يفسرهاحسب اعتقاده ووجهة نظره.
سلمان موظف الخدمات في احدى الشركات الحكومية فسر الديمقراطيةوعرفها بأنها (نظام يجعل جميع موظفي الخدمة متساوون ولاسلطان لأحد على اخر.
سلمان ابلغ مسؤوله (بأنه من الان لم يقوم بتنظيف الدائرة وانه سوف يطالب بالحصول على مكتب اسوة ببقية الموظفين ). وفي اليوم التالي اشترى ملابس جديدة راقية اسوة بكبار الموظفين واخذ يهتم بنفسه اهتمامأ ملفت للنظرلكي يستطيع تأدية مهامه الوظيفية الجديدة .
ان هذا النظام الجديد سيحقق احلامه وتطلعاته , وانه سوف يحصل على مخصصات الايفاد والسفر والدورات التدريبة داخل القطر وخارجه وان اموره المعاشية سوف تتحسن,واجه سلمان معارضه شديدة من باقي الموظفين لانهم يدركون ان الديمقراطية لاتلغي الشهادة والكفاءة والخبرة .
مرت الايام ولم تتحقق اماني (سلمان) ووجد نفسه وحيدأ وان عمله لم يتغيروان احلامه ذهبت ادراج الرياح , وكما قال الشاعر ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ..!!
وأن حساباته كانت خاطئة .
بدأ سلمان يعيد حساباته مع مسؤوليه وباقي الموظفين ,ويعتذر منهم ,وادرك ان نظرية الشخص المناسب في المكان المناسب هي افضل نظرية لزيادة الانتاج,وان استخدام التخطيط والاساليب العلميةوالتدريب هي من العوامل الفاعلة والسبل الكفيلة في تحقيق النتائج الجيدة.
كان الله في عون سلمان فقد تعلم درسأ من دروس الديمقراطية لن ينساه في حياته ابدأ ان العلم هو اقوى سلاح , سلمان تعلم ان الانسان يعمل في خدمة المجتمع من خلال الاخلاص وحب العمل وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة . رحم الله امرى عرف قدر نفسه ,
ولم يتحدث سلمان عن الديمقراطية التي كان يروج لها في بداية الامر , لانها لم تحقق رغباته .
محمد صالح ياسين الجبوري - الموصل –كاتب وصحفي