عندما أقرأ في تأريخ العمانيين السياسي القديم والحديث لا أجد إلا هذه الحقائق: تاريخ العمانيين زاخر بالعزة والكرامة والقوة، فالعمانيون طهروا الخليج العربي من الوجود البرتغالي، من دون أن يستعينوا بقوى خارجية ــ على عكس الفرس في أهم معاركهم ضد البرتغاليين إذ استعانوا بقوى خارجية! وذلك منذ ايام الإمام ناصر بن مرشد اليعربي الذي وحد القبائل العربية تحت حكومة مركزية قوية الى عهد سيف بن سلطان الذي طهرها تطهيرا كاملا. والعمانيون وصلوا بسفنهم في القرن السابع عشر الى اميركا، وقبل مائة سنة الى سواحل الصين الجنوبية، وفي مدة سبعة اشهر قطعوا 7000 ميل، وأعادوا التجربة بالسفينة نفسها قبل سنتين وساروا بها في الطريق نفسها واستقبلهم الصينيون استقبالا رسميا عند وصولهم. العمانيون لم يستعينوا بأحد عندما واجههم الإعصار، ولم يقبلوا بأي مساعدة من احد حتى سماهم أحد السياسيين بدولة «الحياد الإيجابي»! والعمانيون هم نموذج خليجي لا يتهاون في قضية المواطن والمواطنة، ولا يعطي الداخل عليه، ومن اي جنسية كان، كي لا يقوى عليه في وطنه. والعمانيون لا يصرحون كثيرا ــ كما نصرح ــ في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية إلا بالذي يقدرون عليه وسيطبقونه حقيقة على ارض الواقع! السارق عندهم، ولاسيما المال العام، خائن عقابه شديد، يعتبر المعتبر به، ويحسب له ألف حساب قبل ان يفعل ما يسيء الى الدولة وحقوق المواطن. يأتيهم الناس من كل بلد للعيش معهم، ولكن الوافد يحسب ألف حساب للنظام والقانون. والعمانيون لا يعملون في الخارج إلا القليل منهم وبنسبة لا تعتبر. الدولة هناك ترفع رأس مواطنيها في الداخل والخارج. __________________ قال (( صلى الله عليه وسلم )): ( أتقوا فراسة المؤمن فأنه يبصر بنور الله ، وينطق بتقوى الله . )