موضوع: مسجد البصرة : ثاني مسجد في الإسلام 2012-01-08, 18:28
على بعد 10 كم غرب مدينة البصرة ، وفي قضاء الزبير ، يقع مسجد البصرة ، وهو من الآثار الإسلامية المهمة ، ومن الأماكن المقدسة التي يقصدها المسلمون خصوصا في المناسبات الدينية ، لان فيها مقاما للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يعرف بـ ( خطوة الإمام علي ) .
تشير المصادر التاريخية إلى أن مسجد البصرة هو ثاني مسجد في الإسلام بعد المسجد النبوي ، بناه عتبة بن غزوان من القصب سنة 14 هـ بعد فتح المسلمين لمدينة البصرة ، وبعد بنائه تحولت حوله المساكن .
وفي سنة 17 هـ احترقت البصرة وربما المسجد أيضا ، فأعاد بنائه أبو موسى الأشعري باللبن والطين وزاد في مساحته .
عندما جاء الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى البصرة سنة 36 هـ في حرب الجمل ، زار المسجد وألقى عددا من الخطب فيه ، ومن أشهرها الخطبة التي جاء فيها : (( كأني انظر إلى تربتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ سفينة )) وتدل الروايات التاريخية إلى تحقق ما اخبر فيه الإمام ، حيث غرقت البصرة بعد حين ، ولم تصل المياه إلى المسجد .
وقد أبقى الإمام علي فيه عبدالله بن عباس لتدريس الفقه والتفسير ، وظهرت فيه بعد ذلك الحلقات العلمية والمناظرات وظهر فيه علماء منهم الحسن البصري وواصل بن عطاء والخليل الفراهيدي .
وظل المسجد يتوسع على أيدي الولاة المتعاقبين ، حتى عهد محمد بن سليمان العباسي الذي قام بأكبر عملية بناء في تاريخ المسجد سنة 160هـ ، إلى أن جاء المغول سنة 656هـ ، ونتيجة لسياستهم التخريبية وهجوم الأعراب المتكرر علي أهل المنطقة وكثرة القلاقل والفتن ، هجر أهل البصرة المنطقة التي عرفت بالبصرة القديمة سنة 701هـ ، وتحول الناس إلى ما يعرف بالبصرة الحديثة ، وبقي المسجد على حاله حتى أعاد عمارته الأمير شمس الدين سنة 1227هـ .
توسعت الآن مساحة المسجد وأعيدت عمارته وأحيطت ساحته الخارجية الواسعة بجدار خارجي جميل زرعت داخله حدائق خضراء زادت إلى قدسية المكان رونقا وجمالا .