ساعي البريد أصبحت مهنة تراثية ...بقلم:- محمد صالح يا سين الجبوري
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إذا أبردتم إليّ بريداً فاجعلوه حسن الوجه والاسم "
البريد كلمة عربية مشتقة من البردة (العباءة ) لأن الرسول الذي يحمل البريد يلبس بردة حمراء للدلاله عليه , وكلمة البريد هي وحدة قياس المسافة وتقدر (3) أميال .
ساعي البريد هو الشخص المكلف بايصال الرسائل الى اصحابها ,وهويرتدي ملابس خاصة تدل على مهنته , وأحيانأ يستخدم دراجة هوائية للتنقل بين الاحياء السكنية ,وتحمل الرسائل أخبارأ مفرحة ومحزنة الاأن اغلب الاخبار تكون مفرحة , و شخصية ساعي البريد محبوبة ,وان كثير من الناس يقدمون له الهدايا عند وصولهم أخبارأ مهمه ,وكان الحجاج يبعثون برسائل الى ذويهم وخاصة عندما كانت قوافلهم تذهب الى الاردن والقدس قبل احتلالها من قبل الصهاينة .ويبعث بالرسائل الطلبة الذين يدرسون في الخارج , وتصل الرسائل الى هواة المراسلة الذين يراسلون الاذاعات والمراكز العلمية ,وتصل من الجنود الذين تكون وحداتهم بعيدة عن مدنهم التي يقطنون فيها ,وهناك أساليب متعددة في كتابة الرسائل منها تقليدية وحديثة ,ومن الرسائل الطريفة , تلك الرسالة التي نشاهدها في مسلسل (تحت موس الحلاق ) ,وهناك بطاقات التهاني التي ترسل بمناسبة الاعياد .
وكان الناس يصفون الطالب بأنه يجيد الرسالة دليلأ على ذكائه وقدرته ,
وتقسم الرسائل الى عادية ومسجلة , فالرسالة المسجلة تكون اجورها مضاعفة لكنها مضمونة الوصول .
ان اول طابع بريدي صدر في بريطانيا عام ( 1840م ) ,ورافق الرسائل البريدية هواية جمع الطوابع البريدية التي انتشرت في مختلف انحاء العالم .
وفي مديتني (الشورة )تأسس مكتب البريد في بداية السبعينات , وطلبوا منا ان نرسل رسائل الى معارفنا لكي يتم تثبيت مكتب البريد ,وكان أول موظف في البريد (سلطان محمد عيسى البدراني ) أطال الله في عمره ,ومنذ تلك الفترة بدأت في مراسلة الاذاعات المختلفة , وتصلني رسائل ومجلات ومناظر طبيعية عن تلك الدول .
سعاة البريد قدموا خدمات جليلة وهم أمناء في ايصال الرسائل والبرقيات والحوالات والطرود البريدية الى اصحابها .
وقد قرأت خبرأ مفاده أن أحد سعاة البريد بقي يعمل مجانأ بعد احالته على التقاعد اعتزازا بمهنتة .
تطور وسائل الاتصالات كان له تأثيرأ على عمل سعاة البريد ,وربما يتم الاستغناء عن هذه المهنة .
وفي التراث الشعبي أغاني عن( ساعي البريد) و( الرسالة) وكذلك في الامثال والحكم .
وتم استخدام( الحمام ) في نقل الرسائل ,وهذا النوع يكون غالي الثمن .
التطور العلمي في وسائل الاتصال أصبح خطرا على سعاة البريد فهو تهديد لوظائفهم ومهنتهم ,وربما يأتي زمان لاتعرف الاجيال مهنة ساعي البريد , ولا أعلم ان كانت دوائر البريد يوجد في ملاكها الوظيفي مهنة ساعي البريد ,ام أن هذه المهنة أصبحت من الماضي وأحيلت الى (التراث ) .
,وان أغلب سعاة البريد قد وصلت خدماتهم واعمارهم الى السن القانونية للتقاعد.
هناك مهن انقرضت في مدينتي واصبحت من التراث ,منها(الجابي , المفتش , السائق ) في مصلحة نقل الركاب ,كنا نراهم صباحأ بملابسهم الخاصة ونظامهم المتميز ومشهد حافلاتهم الذي لايفارق الخيال ,ولناذكريات مع مصلحة نقل الركاب التي قدمت خدمات جليلة للطبقات الفقيرة في المدينة ,والتي أصبحت من الذاكرة .
تحية الى سعاة البريد الذين هم على قد الحياة والرحمة والمغفرة للمتوفين منهم .
مسؤوليتنا جميعأ الحفاظ على التراث والموروث الشعبي الذي نعتز به كثيرأ,وليطلع الابناء على ماقدمه الآباء في حياتهم .
محمد صالح ياسين الجبوري –كاتب واعلامي- الموصل