ذكرياتي مع بدايات قراءاتي للصحف والمجلات
محمد صالح ياسين الجبوري
يعود اهتمامي بمطالعة الصحف والمجلات الى مطلع السبعينيات عندما كنت طالبا في المتوسطة ، وكانت اول المجلات التي قرأتها (الف باء) و(الاذاعة والتلفزيون) التي كانت تصدر في ذلك الوقت ، وكانت رغبتي شديدة في القراءة ، بدأت اتابع الصحف اليومية المحلية ، وشرعت في مراسلة الاذاعات ومنها اذاعة بغداد وصوت الجماهير واذاعة لندن القسم العربي (بي بي سي) ، وكانت اذاعة لندن تقدم برامج ادبية وبرامج مختلفة منها برنامج (قول على قول) الذي يقدمه المرحوم الاستاذ حسن الكرمي ، وهوبرنامج ادبي ممتاز كان يتابعه المستمعون من مختلف ارجاء العالم ، وبرنامج (ندوة المستمعين) الذي يعتمد على مساهمات مستمعي البرنامج ، والسياسة بين السائل والمجيب وبرنامج لكل سؤال جواب ، ثمرات المطابع . وكانت هناك صداقات ومراسلات بين المستمعين ، وترسل الاذاعة (مجلة هنا لندن ) لمستمعيها بواسطة البريد وهي مجلة ادبية ثقافية يكتب فيها كتاب من اصحاب الخبرة الادبية ، وينشر على صفحاتها مواعيد البرامج الاذاعية ,وتبعث الاذاعة استبيان الى عدد من المستمعين عن البث الاذاعي واوقات البرامج وجودتها ،لأن البث الاذاعي كان يعتمد على الموجات الاذاعية التي لاتخلو من تشويش وشوشرة ، ولم تكن في ذلك الوقت تقنيات اعلامية حديثة. كان الناس في ذلك الزمان يهتمون بالقراءة و الاقبال على شراء المجلا ت والكتب جيد.
مدينة الموصل يوجد فيها شارع النجفي او كما يطلق عليه شارع المكتبات متخصص في بيع الكتب والمجلات المحلية والعربية (الف باء ، الاحد ، طبيبك ، الاذاعة والتلفزيون ، العربي ، الدستور المجالس ، الاسبوع العربي ، الطليعة ، الشبكة ، المصور، الموعد ) واليوم اصبح هذا الشارع متخصص في بيع القرطاسية والحلويات بعد عزوف الناس عن قراءة الصحف والمجلات لاسباب عديدة منها ظهور الانترنت . اما الصحافة الالكترونية فانها تلقى اقبالا من قبل مستخدمي شبكة الانترنت لأن الصحف متوفرة في عدد كبير من المواقع وبشكل مجاني ، والاخبار على مدار الساعة متوفرة وبصورة مباشرة اضافة الى القنوات الفضائية المتخصصة في مختلف المجالات ,ان وسائل الاعلام شهدت تطورأ كبيرا في تقنياتها بما يخدم المواطن . كان الناس ينتظرون وصول الصحف في الصباح الباكرويقرأون الصحف في المقاهي وهذا المشهد لم نراه اليوم ,وقراءة الصحف في المقهى لها نكهة خاصة وانت تحتسي فنجان قهوة اوتشرب كوب شاي وتعيش لحظات مع اخبار الصحيفة . وتبقى قراءة المجلة او الجريدة الورقية لها طعم خاص ، وليس كما نشاهدها في شاشة الانترنت.
كانت تلك اياما جميلة لاتفارق الذاكرة خاصة اننا تابعنا احداثا كانت تنقل الينا بواسطة (الراديو) ولم يكن التلفزيون في جميع انحاء العراق وكان (الراديو) الوسيلة الوحيدة التي تنقلنا الى العالم الخارجي .
تلك الايام اصبحت ذكريات من الماضي .