رحلة في ذاكرة قرية

رحلة في ذاكرة قرية

عبد المنعم الضاحي

· ارتبط اسم الدوبه بتاريخ قرية السفينه و كان لها الاثرالكبير في نفوس اهل القريه وحياتهم البسيطه في عشرينيات القرن الماضي كانت العبارات تربط ضفتي النهر وايصال الناس والبضائع بين الجنبين الى ان جائت الدوبة (العبارة) في عام(1930)فكانت طفره نوعيه في مجال النقل النهري ولن يرى الناس البسطاء مثل هذا الشئ العجيب والذي يسمونها الدوبه وتعمل بالمحركات وتقوم على حمل السيارت بمختلف احجامها الكبيره والصغيره وسيارات الحمل والعربات, خلقت عدد من فرص العمل لاهالي القرية برواتب كما تبدو بسيطه الا انها ذات قيمه كبيره ذلك الوقت في تحسين حالتهم المعاشيه,كانت الدوبة طريق سالك سمحت للعاملين فيها بتعرف على شخصيات كبيرة على المستوى الاجتماعي والديني والوظيفي المرموق .بعد عام واحد من عمل الدوبه قام ملك العراق بالعبور من خلالها وذاهبا في طريقه الى اربيل فكانت زيارات المسؤلين متكرره ومنتظمه في احدى الزيارات لمتصرف الموصل( سامي باش عالم ) برفقته مدير معارف الموصل لافتتاح مدرسة في احدى القرى التي تقع على الضفة الاخرى من النهر واثناء التقائه باهالي القرية طالب الاهالي بفتح مدرسه ابتدائيه لتعليم ابناء القرية وبالفعل تم افتتاح المدرسه سنة(1954) وكانت الدوبه جزء من حياة الناس وتراثهم وموروثهم الشعبي وذكرياتهم ومن الاشياء التي بقيت راسخه في اذهانهم وتقديم المساعده للعمال واصلاح الدوبه من العطل وتقديم واجب الضيافه لمن تنقطع بهم السبل في اوقات متاخره من الليل وفي فصل الصيف يتم نقل الدوبه الى مكان اخر بسبب نزول مستوى النهر فيكون اشبه مايكون بكرنفال حيث يتجمهر الاهالي والتعبير بالهتافات والاهازيج والتشجيع عند نقل السيارات الى الجهة الاخرى بسلامة خشيت السقوط في النهر وتسمى بالاسكله وجلوس الاهالي من كبار ووجهاء القريه عند غرفة استراحة العمال المطله على النهر والتي كانو يسمنها انذاك (البنكله) وعند الظهيرة وفي فصل الصيف ايضا يتجمع شباب اهل القرية بمختلف الاعمار ليتنافسون على القفز من اعلى نقطقة في الدوبه وهي غرفة القبطان والذي يسمونها السكان وتكون عاليه مطله على جميع اجزاء الدوبه حيث يصل ارتفاعها الى اكثر من اربعه امتار.وعند وصول الدوبة الى منتصف النهر يقوم الشباب بالقفز على شكل مجموعات اثناء سيرها وتحديدا من ملتقى نهر الزاب بنهر دجله حيث لكل نهر خصوصية باللون وبرودة الماء فيكون لون ماء نهر دجلة اخضر غامق اقرب الى الازرق ولون الزاب اخضر فاتح .وفي الصيف ايضا تنشط حركة النقل وخاصة نقل الرقي او الشمزي باللغة الدراجة في الموصل من منطقة الكوير المطلة على نهر الزاب باتجاه علوت الرقي كانوا يسمون الرقية ذات الحجم الكبير (بالعكس) بالاضافة الى عبور مختلف انواع المواشي والابل والابقار.حيث لها مواسم هي الاخرى ومن مختلف مناطق العراق جنوبا وشمالا بحثا عن مناطق الرعي الافضل .ومن الامور الطريفة التي كانت تحدث وهذه وحدة من الامور التي حصلت انذاك في احدى الايام جاءت امراءة كانت تستغل سيارة اجرة للذهاب من الكوير باتجاه مدينة الموصل قام سائق السيارة بمضاعفة الاجرة(الكروه)واستغلال المراة وبعد ان عبرة الدوبة الى الضفة الاخرى من النهر واصبحت داخل القرية اوقفت المراة السيارة وترجلة منها باتجاه رجل جالس يرتدي الزي العربي الزبون والاشماغ والعبائة العربية ويحمل عصاة الباكورة او العوجية ويضع خنجرا في حزامه فاشتكت سائق السيارة عندا هذا الرجل قا اجبره على استرداد الاجرة الى المراة والحكم على السائق بايصالها الى مدينة الموصل مجانا والا سوف لن يسمحوا له بالعبور من الدوبة مرة اخرى .هذا جزء يسير من رحلة استمرة قرابة الخمسون عاما من العطاء والخير لازالت تعيش في ذاكرة اهالي القرية

عبد المنعم الضاحي

الاخ والصديق عبد المنعم الضاحي المحترم تحياتي موضوع جيد يؤرخ لمرحلة سابقة مرت بها القرية وهو من الموروث والتراث الشعبي الذي يتحدث عن النقل النهري في تلك الفترة , وانا اشيد بك , متمنيأ لك النجاح والاستمرار في الكتابة , دمت اخا وصديقأ ومع اسمى اعتباري الاعلامي محمد صالح ياسين الجبوري